قال الكاتب الأمريكى توماس فريدمان "إن سبب التصدع الذى تشهده منطقة اليورو والذى خرج إلى الوجود بعد الحرب الباردة، والنظام العربى الذى تشكل بعد الحرب العالمية الأولى جاء نتيجة العولمة التى كشفت عيوبهما".
وأضاف فريدمان - فى سياق مقال له أوردته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية على موقعها الالكترونى اليوم الأربعاء - "أن الضغوط تجتاح الجميع، والردود تتراوح بين القتل المروع على أيدى "عائلة مافيا الأسد" المتمسك بالسلطة فى سوريا، والقتال المثير للقلق الذى نشب فى برنامج تلفزيونى باليونان عندما رش المتحدث باسم حزب يمينى متطرف الماء على وجه امرأة من حزب يسارى ولطم أخرى شيوعية على وجهها ثلاث مرات".
ولفت فريدمان إلى تركيا التى يقول إنها أصبحت أفضل الأماكن لمراقبة العالمين "الأوروبى والعربي" مؤكدا أنه يمكن رؤية الاتحاد النقدى الأوروبى غربا والذى يقبع تحت وطأة الغطرسة، وإلى الجنوب تستطيع أن ترى جامعة الدول العربية التى تقبع تحت وطأة وهنها، لاسيما وأن قادتها لم يتوصلوا أبدا إلى حكم معقول وتعليم حديث يساهمان فى تحقيق الازدهار فى عصر العولمة.
وأوضح أن مشروع التفوق الوطنى فى أوروبا لم يجد نفعا، معتبرا أن فشل المشروع الأوروبى يعود إلى غياب الاستعداد لدى دوله للتنازل عن السيطرة على ميزانياتها لصالح السلطات المركزية التى تضمن السياسة المالية العامة لدعم العملة المشتركة.
ونوه فريدمان بفشل المشروع الوطنى فى العالم العربى أيضا، حيث بدأت بعض الدول العودة إلى الأنظمة القبلية والطائفية والعشائرية والإقليمية مؤكدا أن ذلك الفشل يعود أيضا إلى أن القبائل والعشائر والجماعات الإقليمية التى تشكل الدول العربية ذات الحدود التى رسمها الاستعمار، لا تبدو مستعدة لدمج المجتمعات الوطنية الأصلية.
وقال إن الاتحاد الأوروبى لديه العديد من المواطنين، ولكن لا توجد دولة على استعداد للتخلى له عن السلطة الاقتصادية أما عن العالم العربى فهناك العديد من الدول مقابل عدد قليل من المواطنين، ففى سوريا واليمن والعراق وليبيا والبحرين ثمة طائفة أو قبيلة حاكمة تحكم الآخرين بالقوة؛ولكن فى مصر وتونس هناك مجتمعات أكثر هيمنة وشعورا بالمواطنة، ولهذا السبب ربما تكون الفرص أفضل للانتقال إلى سياسات أكثر توافقية.
وأضاف فريدمان " للإنصاف فإن عددا كبيرا من المواطنين فى سوريا واليمن والبحرين وليبيا والعراق، وخاصة الثوار الشباب يريدون أن يكونوا مواطنين، وأن يعيشوا فى دول تحترم فيها حقوق الإنسان والأحزاب المتعددة الأعراق، ولكن من غير الواضح وجود قيادة وطبقات متوسطة متعلمة لديهم لتشكيل هويات سياسية حديثة .