تستمرّ تداعيات احتلال دولة جنوب السودان لمنطقة ''هجليج'' النفطية
الواقعة على الحدود مع السودان، حيث شجب أمس الاتحاد الإفريقي إقدام جنوب
السودان على احتلال الحقل النفطي، واصفا إياه بـ''غير القانوني''، مع
الإشارة إلى أن بيان الاتحاد الإفريقي دعا الطرفين إلى ضرورة تسوية نقاط
النزاع سياسيا بدلا من اللجوء إلى الحلول العسكرية، التي قد تشعل فتيل حرب
طويلة المدى في المنطقة.
وكان التوتر بين البلدين قد شهد تصعيدا في
الأيام القليلة الماضية، على إثر احتلال جيش جنوب السودان للمنطقة النفطية
المتنازع عليها بين الدولتين منذ انفصال جنوب السودان عن السودان، الأمر
الذي دفع الرئيس السوداني عمر البشير يعتبر خطوة جنوب السودان ''إعلان حرب
وتطاول على سيادته الإقليمية''، في إشارة إلى أن مسألة ترسيم الحدود وتقاسم
الدين الوطني لم يُفصل فيها بعد وعليه لا بد من الالتزام بالوضع القائم،
إلى حين البث في كل نقاط الخلاف بين الشمال والجنوب، غير أن رئيس دولة جنوب
السودان، سالفا كير، أكّد أول أمس أن قواته لن تتراجع من المنطقة المتنازع
عليها بالرغم من التنديد الدولي بما أقدم عليه جيشه. وقد تطرّقت الدول
الأعضاء في مجلس الأمن، أول أمس الخميس، خلال اجتماعهم المغلق، إلى النزاع
بين دولتي السودان الجنوبي والشمالي، حيث جاء في البيان الختامي لمجلس
الأمن أن هذا الأخير ''يطالب بالإنهاء الكامل والفوري وغير المشروط لكافة
أشكال القتال وانسحاب جيش جنوب السودان من ''هجليج'' وإنهاء القصف الجوي من
جانب الجيش السوداني ووقف أعمال العنف المتكررة عبر الحدود بين السودان
وجنوب السودان''، فيما أكدت سلطات جنوب السودان أنها لن تسحب قواتها إلا
بعد نشر مراقبين دوليين على طول الشريط الحدودي المتنازع عليه إلى أن يتم
الاتفاق النهائي على ترسيم الحدود بين البلدين بما يرضي التحكيم الدولي.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تعالت تنديدات المجتمع الدولي المحذّرة
من تطور الأوضاع إلى حرب أهلية بين الدولتين، حيث أكّدت وزيرة خارجية
الاتحاد الأوروبي، كاترين اشتون، أن احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج
''غير مقبول'' وقالت إن ''القرار الذي اتخذته القوات المسلحة لجنوب السودان
غير مقبول إطلاقا''. من جانب آخر، أكّد الرئيس السوداني عمر البشير أن
بلاده لا تحبذ انتهاج طريق الحلول العسكرية لحل الخلافات مع الجنوب، مضيفا
أن ذلك لا يعني أن السودان يخشى مواجهة الجنوب عسكريا، حيث صرّح لصحيفة
الخرطوم ''إن بلاده قادرة على حسم أي اعتداء ضدها''.