قال عاموس جلبوع- المستشار السابق لبنيامين نتنياهو والخبير في
الشؤون الاستخباراتية، إن «إطاحة الرئيس محمد مرسي بوزير الدفاع حسين
طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان كانت مفاجئة للجميع، ولكن المفاجئة
الحقيقية تمثلت تحديدًا في السهولة التي تم بها تنفيذ القرار، وكيف استسلمت
قيادة الجيش لهذا القرار».وأضاف جلبوع -في مقال نشرته صحيفة "معاريف" تحت عنوان "انهيار
المؤامرات"- إن «توقعات جميع الخبراء المصريين بعد فوز مرسي بالرئاسة كانت
تميل إلى أن الجيش المصري القوي صاحب المصالح الاقتصادية الكبيرة سيكون قوة
تحقق التوازن مع مرسي والإخوان, كما توقعوا صراعًا عنيفًا بين مرسي والجيش
وأن يتكرر السيناريو التركي في مصر, لكن شيئًا من ذلك لم يحدث فخلال بضعة
أسابيع وبجرة قلم واحدة فرض مرسي سيطرته على الجيش».
ويشير جلبوع إلى أن ذلك «يثبت أن التصورات السابقة كانت خاطئة تمامًا،
فالجيش لم يكن قويًا داخليًا, ولم يحدث توازنًا حقيقيًا مع مرسي بل كان
نمرًا من ورق, وبعبارة أخرى فإن الجيش المصري تعرض لفترة طويلة من الزمن
لعملية إضعاف وتدهور استعداده للسيطرة على السلطة, وهو ما أدركه مرسي
والإخوان المسلمون, ولكن كثيرين مثل أمريكا والغرب وإسرائيل أخفقوا في
قراءة الخريطة».
ونوه جلبوع -في مقاله- إلى «وجود عائق يحول بين الغرب وبين فهم التطورات
الداخلية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في الدول التي لا تنتمي إلى
الثقافة الغربية، رغم زعم الولايات المتحدة أنها تحيط علمًا بكل ما يجري
وأن لها عيونًا ترى كل ما يدور، ومع ذلك أخفقت في التنبؤ بالربيع العربي».
ويختم جلبوع مقاله، بأن «التصور الحالي في
إسرائيل أن محمد مرسي سيكون رجلاً براجماتيًا بسبب الصعوبات الاقتصادية
التي تواجهها مصر، فيغير آراءه المتطرفة ويحتفظ بعلاقات طيبة مع الغرب
والولايات المتحدة، بمعنى أنه سيحترم معاهدة السلام مع إسرائيل, ولكن ثمة
احتمال آخر هو أن يستخدم مرسي معاهدة السلام كوسيلة لابتزاز الغرب فتنهار
معاهدة السلام، وربما تختار مصر الاتجاه نحو آسيا».