اعتبر الدكتور محمد حبيب نائب المرشد
السابق لجماعة الإخوان المسلمين، أن قرار ترشح خيرت الشاطر كان خطأ
إستراتيجيا، غير أنه وصف في حوار مع ''الخبر'' أن محاولة استبعاد الشاطر من
الانتخابات الرئاسية بالأمر غير اللائق، وقال إن هناك تفاهمات بين الإخوان
المسلمين والمجلس العسكري، والخلافات بينهما لن تصل إلى حد الصدام
المباشر.
ما هي قراءتكم لعدول الإخوان عن قرارهم ودخولهم سباق الرئاسيات؟
أعتبر
هذا خطأ إستراتيجيا لأنه سيوسع فجوة عدم الثقة بين جماعة الإخوان المسلمين
والجماعة الوطنية، ويفقده المصداقية أمام الرأي العام. هذا من ناحية، ومن
ناحية أخرى، أصبح المواطن المصري يشعر برغبة الإخوان في الهيمنة على
السلطة، فهم لم يكتفوا بحصولهم على الأغلبية في مجلسي الشعب والشورى،
وترأسهم الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، وزاد طمعهم في الاستحواذ على
أركان السلطة، ودفعوا بالشاطر كمرشح عنهم في انتخابات الرئاسة.
لكن هناك دعوى قضائية رفعها نائب مجلس الشعب لإلغاء العفو عن الشاطر ومنعه من الترشح للرئاسيات، ما تعليقكم؟
لا
يهمني الجدل القانوني الدائر حول هذه القضية، لأنه معلوم سلفا أن الرئيس
المخلوع كان يحيل خصومه السياسيين على المحاكم العسكرية برؤية استبدادية
محضة، فكل من كان يريد خوض الانتخابات يحيلهم على المحاكمات العسكرية،
وكانت قضايا سياسية بامتياز. وبسقوط رأس النظام والدستور، أصبحت الشخصيات
المحظورة وقت مبارك تنال العفو، وعدم العفو عنهم لا يليق.
وما تعليقكم على عودة عمر سليمان إلى الساحة السياسية والجدل القائم حول ترشحه لانتخابات الرئاسة؟
حالة
التشرذم الموجودة على مستوى القوى السياسية والوطنية، والانفلات الأمني
المشروع وفشل الحكومة، وعدم وجود ضبط وإحكام للتنمية لحل الأزمات التي
تتخبط فيها مصر اليوم.. كل هذه العوامل ساعدت عمر سليمان على خوض هذه
التجربة وترشيح نفسه.
كيف تتوقعون المنافسة ومن هم المرشحون الأقوى للوصول إلى مقعد الرئاسة؟
أعتقد بأن المنافسة ستنحصر بين خيرت الشاطر وعبد المنعم أبوالفتوح وعمرو موسى وعمر سليمان.
هل تعتقدون بأن أصوات الإسلاميين ستتشتت بين المرشحين؟
بالفعل
هناك انقسام وسط الإسلاميين، وأصواتهم تشتت بين أبوالفتوح وخيرت الشاطر،
ولا أعتقد بأن حظوظ الإخوان المسلمين ستكون كبيرة، لأنهم فقدوا مصداقيتهم
في الشارع.
هل هناك خلاف حقيقي بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين؟
هناك
تفاهمات موجودة.. صحيح هناك بعض الخلافات الموجودة أيضا، لكنها لا تصل إلى
حد الصدام، لأن الإخوان المسلمين ستكتفون بسيطرتهم على مجلسي الشعب
والشورى، ومن البداية كان واضحا أن مقعد الرئاسة محجوز للعسكر.
هل تعتقدون بأن عمر سليمان هو مرشح المجلس العسكري للرئاسة؟
حتى لو لم يكن ينتمي إليهم مباشرة، فمن الواضح أنه شخصية يحظى بتأييد من المجلس العسكري.
ما رأيكم فيما قاله عمر سليمان بأن الإخوان هددوه بالاغتيال قبل الترشح للانتخابات؟
هذا الكلام عار من الصحة تماما، وهذا ضرب في صميم التيار الإسلامي، وهذا ليس أسلوبا للإخوان.
وكيف تقرأون نزول أكثـر من مرشح لجماعة الإخوان المسلمين في الرئاسيات؟
حتى
يضمنوا تواجدهم في الانتخابات، ونزول عبدالله الأشعل الانتخابات حتى يحصل
على بعض الأصوات من عمرو موسى، ومحمد مرسي احتياطي في حالة صدور حكم قضائي
باستبعاد خيرت الشاطر.
هل تعتقدون بأن أمريكا وإسرائيل سيكون لهما حضور في تحديد شخصية رئيس مصر المقبل؟
أتصور
أن المسألة لن تأخذ هذا البعد، ولكن تبقى أمريكا وإسرائيل حاضرتان في
المشهد بقوة، ويمارسون بعض الضغوط حتى يخرج رئيس لا يهدد مصالحهم.
